ذاك اليوم المشؤوم : بقلم أشرف أبو قصي
بقلم أشرف أبو قصي
(إلى روح أبي)
ذاك اليوم المشؤوم حين ودعني نصفي و أخبرني أنه راحل بلا عودة ،ذاهب إلى عالم الخلد عالم لا ندرك فيه إلا القليل مما قيل ..و أتساءل هل كل ما يسرد لنا يقين أم علينا الإنتظار إلى أن يأتي يوم الرحيل؟
بعدما أطعمني و أرشدني حتى صار ملهمي دقت ساعة الرحيل ، و أي رحيل؟ طرق الخبيث جسد أبي فأعلن حربه ، و بدأ ينخر جسده . نصفي كما عهدته لم يستسلم بل قاوم و هو يبتسم ،مؤمن بأن الإبتسامة في وجه العدو لا تجعله يتذوق لذة الإنتصار ،لكن هيهات.. العدو هاته المرة لا يرحم و لا حتى يتكلم ،بل جعل نصفي يتألم حتى أنه جعله أبكم لا ينطق إلا بعض الكلمات ، و كانت آخرها إسمي ..لكن هاته المرة نطق إسمي بشكل متلعثم : بعد الألف صارت الشين سين ثم متجاهل الراء ليؤكد حبه لي بنطقه الفاء فصرت أسف بفتح الألف و سكون السين و الشين بعدما كان يناديني أبي أشرف و تتحرك جوارحي حبا له …
هكذا هي الدنيا و دعني ورحل جسدا و مزالت روح أبي تسكنني إلى أن ألقاه، فما أصعب الفراق بعد آخر لقاء ..